أسئلة كثيرة تردنا حول أسرار العبادات ومنها عبادة الحج، وعلاقة هذه العبادة بعلم الطاقة الذي ظهر حديثًا.
الحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام وفيه يقترب المؤمن من ربه خصوصًا عندما ينظر للكعبة المشرفة ويعيش في رحابها وفي رحاب البيت الحرام والمسجد النبوي.
هذه الرحلة هي رياضة حقيقية للإنسان يمشي فيها ويتحمل أعباء الحر والزحام ويتجرد فيها عن شهوات الدنيا وزينتها ومتاعها، فهي بمثابة رحلة من الخشوع وتركيز الذهن وتفريغ ما تراكم في باطن الإنسان خلال سنوات طويلة من انفعالات نفسية وما خلفتها من آثار.
فالحج يأتي لينقي نفس الإنسان من الرواسب، فهي بحق رياضة للجسد والروح معًا. إن رياضة المشي والهرولة التي يقوم بها الحاج أثناء تأديته لشعائر الله عز وجل تنشط لديه الدورة الدموية وتزيد من استهلاك الأوكسجين والطاقة وتخفض مستوى الكولسترول في الدم والنتيجة وقاية من أمراض القلب وأمراض ضغط الدم. كما أن الاطمئنان والسكينة التي يشعر بها الحاج وهو في رحاب الله تقوي لديه جهاز المناعة ويستقر عمله، بل إن كثيرًا من العمليات الفيسيولوجية في جسم الإنسان تعود لهدوئها وانتظامها مع الطمأنينة والخشوع.
ويحج أن نتذكر التأكيد النبوي على أنه من حجّ فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه. ونتذكر قول الحق عز وجل: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ} [البقرة: 197].
الكاتب: عبد الدائم الكحيل.
المصدر: موقع أسرار الإعجاز العلمي في القرآن والسنة.